بدائل تربوية للعقاب البدني في المدرسة: أساليب تربوية مبتكرة -هام لكل معلم أو ولي أمر-
أثبتت الدراسات الحديثة الاثار السلبية التي يخلفها العقاب بنوعيه سواء بدنيا أو لفظيا على نفسية الطفل ومساره التعليمي, لذا انكب الباحثون والعاملون في مجال التربية على إيجاد و ابتكار بدائل تربوية حديثة تغني عن العقاب البدني و تداعياته على مستقبل الطفل, ناهيك أن العقاب البدني تم تجريمه قانونيا لذا صار من الضروري نهج أساليب تربوية ناجعة كبديل للعقاب البدني للحد من معاناة المعلمين و الأساتذة في التعامل مع التلاميذ المشاكسين.
ان العمل بمبدأ العقوبة هو جزء لا يتجزأ عن العملية التربوية فتعويد الطفل على احترام القوانين وضبط النفس و عدم تجاوز حدود حريته الشخصية و حفظ حقوق الاخرين من شأنه أن يسهم في بناء رجل المستقبل الواعي و المواطن الصالح, و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون الحل الأمثل في تربية الطفل تربية سليمة هو العقاب البدني, فما هذا الأخير الا مسكنا يزول تأثيره بزوال الألم, و سرعان ما يعود الطفل لنفس السلوك المعاقب عليه.
ان الهدف الأساسي من العقاب هو تصويب سلوك الطفل, و السمو به الى أرقى درجات التربية الحميدة, و أفضل ما يجعل هاته المسؤولية يسيرة وهينة هي انضباط العاملين بالمؤسسة و تفانيهم في واجباتهم وتكريس مبدأ " القدوة" فالطفل ليس دائما بحاجة الا أوامر ونواهي بقدر ما هو بحاجة الى نموذج يمشي على الأرض يكتسب منه الصواب ويتعلم منه الخطأ.
اثار العقاب البدني على الطفل
- زرع بذور العدوانية في شخصية الطفل
- توليد عنف مضاد من طرف التلاميذ خاصة في سن المراهقة مما يبرر اقدام عدد من التلاميذ على تعنيف زملائهم وأساتذتهم.
- الاضرار بالعلاقة السامية بين الأستاذ و التلميذ فتصير علاقة خوف لا غير.
- اذكاء الشعور بالكراهية إزاء المدرس خاصة و النظام التعليمي عامة.
- الغاء النقاش الهادئ و التحاور الإيجابي بين الصغار و الكبار.
- ضرب الثقة في النفس وقتل الطموح في ذات المتعلم.
- قتل روح الابداع و التميز في الطفل.
- الهدر المدرسي, حيث لاحظنا حالات كثيرة لأشخاص انقطعوا عن الدراسة بسبب تعنيفهم من طرف المربي.
شروط البدائل التربوية للعقاب البدني.
- الوضوح وقابليتها للإدراك و الاستيعاب من طرف الطفل.
- التطبيق الصارم ومتابعة تنفيذها بحزم.
- الفعالية بحيث تحقق هدفا مفيدا ان خالفها الطفل.
- تشارك الطفل و المربي في وضع قوانين و أنظمة تنظم الحياة المدرسية وتجعل التلميذ واعيا بما له و بما عليه في المؤسسة.
- التبسم عند اقناع الطفل بخطئه وكظم الغيض و تجنب الانفعال و الغضب.
- الاستماع للطفل باهتمام لمعرفة أصل الخطأ.
- التدرج في العقوبات حسب الخطأ المرتكب.
البدائل المقترحة لتصويب سلوك التلميذ
ان رأسمال المعلم في عملية التعليم و التعلم هو حب و تقدير الطالب له, وهذا لن يتأتى الا من خلال تفانيه في أداء مهمته أولا ثم اتصافه بالحكمة و الأخلاق الحميدة ثانيا, بعيدا عن الانفعالية و الكيل بمكيالين لذا نقترح عليكم ما يلي كبدائل للعقاب البدني :
1. النظرة الصارمة التي تلمح لعدم قبول السلوك.
2. النصيحة و الوعظ الحسن بأسلوب لبق و راقي.
3. الحرمان من نشاط يحبه الطفل كالأنشطة الموازية و الرياضية.
4. الحرمان من الاستراحة و الجلوس في مكان في الساحة مخصص لهذا الغرض.
5. المدح و الثناء على الاخرين ليكون حافزا للطفل لينال ما نالوه من عبارات التشجيع مثل: يا بطل, يا ملك الأخلاق ...
6. التجاهل لمدة محدودة مع إيضاح السبب.
7. التهديد بخصم النقط و استدعاء ولي الأمر.
8. وضع جدول لتسجيل الأخطاء و اطلاع الإباء عليه كلما كان ذلك ضروريا.
9. المكافأة عند انجاز مهمة ما أو حدوث تغيير في سلوكه.
10. إعطاء مهمات للمشاغبين داخل الفصل و خارجه ليشعروا بقيمتهم و للرفع من معنوياتهم فما لجوء الطفل للشغب الا رغبة منه في اثبات ذاته و لفت الانتباه اليه.
11. ادراج أنشطة رياضية وتربوية كالمسرح وكرة القدم وغيرهما .. تسمح للتلاميذ بتفريغ طاقاتهم والإحساس بالانتماء لجماعة الفصل و تخلق جو الألفة و المحبة بين التلاميذ فيما بينهم ثم مع أستاذهم من جهة أخرى.
12. اخطار الاباء بسلوكات أبنائهم و تحريرها كتابيا و طلب توقيع الأب عليها و اذا اقتضى الأمر أخذ موعد معهم لمناقشة المشكل و إيجاد حل لتصويب سلوك الطفل.
أخطاء يرتكبها المدرسون
- الاستعجال في فرض عقوبة ما كرد فعل انفعالي و غاضب من طرف المدرس.
- انزال العقوبة على الطفل دون إيضاح للسبب أو الخطأ المرتكب.
- اخراج التلاميذ من الحصة و هذا قد يعرض الأستاذ للمتابعة القانونية خاصة لا قدر الله ان وقع سوء للتلميذ في وقت الحصة.
- نبذ و اهمال التلميذ المشاكس كعقاب له.
- إهانة الطفل أو الاستهزاء منه و التقليل منه أمام زملائه.
- العقاب اللفظي الممزوج بالسب و الشتم و التحقير.
- المقارنة بين الطفل واخوته أو أقرانه يذكي في داخله الحسد و البغضاء بل و يزيد من عناده و استمراره على نفس السلوك الخاطئ.
- الغضب و الانفعال و اليأس من الطفل ومن تغيير سلوكه للأفضل.
- فقدان الأمل من انصلاح التلميذ وعودته الى جادة الصواب.
أخيرا أتمنى أن يتوقف كل المربين اباء ومعلمين عن استعمال العقاب البدني في حق الأطفال و التلاميذ و تجريب وسائل بديلة وتفعيل قواعد و قوانين الحياة المدرسية, فتكون بذلك العلاقة بين المربي و الطفل علاقة تعاقدية شفافة, يكون فيها الطرفان واعيان بحقوقهما وواجباتهما, و ان تحتم العقاب فيكون سببه واضحا و ملزما.
شاركنا برأيك .. ما البدائل التي تستعملها في فصلك ؟ هل تؤتي أكلها أم أنها توصلك لطريق مسدود ؟ ما رأيك فيمن ينادي بعودة التعنيف البدني للمدارس ؟
صل على الحبيب.