مواصفات و مقومات المعلم الناجح: كيف أكون معلما ناجحا ؟
إذ ما راودت مسامعنا كلمة معلم، ينشغل تفكيرنا بإيجاد معناها وندرك أنها كلمة عظيمة بحجم الجبال، ونفسرها بإنها الإنسان الذي تباهى المجتمع بخصاله وعلمه وكرمه،فهو من أكرمه الله بوابل غزير من العلوم والآداب، وعظيم فضل من الأخلاق والمبادئ والحكم، ان المعلم هو ذلك النجم الذي طبع حياة كل فرد منا و ترك بصمته في الأذهان و العقول، هو الذي كاد أن يكون رسولا, وحمل على عاتقيه رسالة نبيلة ومهمة شاقة ان أداها على أكمل وجه, تسمو بها الأمة وترتقي للعلا ..
فكيف يكون النجاح من نصيب المعلمين ؟ و ما صفات المعلم الناجح ؟
نستعرض لكم في هذا الموضوع ان شاء الله أهم المقومات التي تجعل من المعلم ناجحا في عمله وفعالا في مدرسته:
1- الإدراك: فهم مستوى طلابه و أساليب فهمهم و استيعابهم:
على المعلم ان يدرك ويفهم أسلوب الطالب وطريقة فهمه، ومتابعة جميع التلاميذ بدون استثناء ،وخاصة الكسالى و من يعانون من تعثرات دراسية حتى يحفزهم على العمل الجاد لمستقبلهم ، ويكون هذا في كل أوقات العام الدراسي، وذلك عن طريق إجراء الامتحانات الاسبوعية حتى يرى جميع الثغرات لدى طلابه ويصلحها قبل فوات الأوان حيث يقدم الأمتحان النهائي.2- مواكبة كل جديد و الاطلاع على المستجدات باستمرار:
وتتجسد في المطالعة والقراءة الدائمة في مجال الاختصاص، ومن ثم نقل المعلومات المهمة والمستجدة للطلاب حتى يكون معلمهم هو المثل الأعلى لهم وسبيلهم الاقوى نحو العلم والمعرفة ،ومن جانب آخر عليه الإطلاع على المناهج المدرسية التي تتطور من سنة لأخرى تقريبا.
3-التكيف والتعامل الايجابي مع كل الوضعيات:
وهو أهم مقومات المعلم الناجح وأصعبها وتتمثل في التعامل الصحيح مع السلوك السيء للتلاميذ وأولياء الأمور الذين يهتمون لدرجة كبيرة بذويهم، والتغير في طريقة العيش والتصرفات من جيل لآخر إلخ...، فعليه أن يكون صديقا للطالب وأن يغير طريقة شرحه الدرس من حصة لأخرى.
4- امتلاك الشخصية الحاضرة و الوازنة:
ان يكون متوازنا في شخصيته،بحيث يبتعد عن الشخصية الصارمة وعن المزاح المفرط في نفس الوقت، بحيث لا يملّ طلاب من الحصص الطويلة بل يستمتعون بها.
5- زرع الثقة في نفوس التلاميذ:
عندما يكون المعلم هو العالم و المثل الأعلى بالنسبة للطلاب سيثقون به وبكلامه ويحترمون وجوده وحضوره, لذلك المعلم الناجح هو من يكون حدرا لسلوكاته و تصرفاته داخل وخارج المؤسسة التعليمية, و يجسد القدوة الحسنة قولا و فعلا.
6- الاتصال المستمر مع أولياء الأمور:
أفضل طريقة لاكتمال صورة الطالب في كل من المدرسة والمنزل، فكل من المعلم وولي الأمر يعطي صورة للآخر عن الطالب في مكان تواجده ،وذلك مهم لحل المشكلات الاجتماعية والدراسية التي قد يعاني منها أي طالب.
7- الإخلاص في العمل :
على المعلم الإدراك بأن مستقبل الأمة بين أنامله العشرة، فبين يديه الطبيب والمهندس والمعلم أيضاً،والذي ربما سيكون زميله في العمل بالمدرسة مستقبلا ً. اذا تحلى المعلم بالاخلاص في عمله, سيفاجئه طلابه وهو في خريف العمر و قد وصلوا الى مراتب عليا بفضل اخلاصه و سيعودون طمعا في رضاه, يحملون بشرى تفوقهم و ترقيهم في السلالم بفضله.
8- الحياد و معاملة الطلاب بمساواة:
يفترض هذا الشرط أن يكون المعلم منصفا بين طلابه إذا حدث صراع بينهم وعدم الانحياز لأحد، حتى وإن كان متفوقا دراسيا لأن الأخلاق فوق كل شيء. فلا ميز ولا تفاضل بين التلاميذ الا بالعمل الجاد و الأخلاق الرفيعة, فالمعلم الناجح يشجع الجميع اذا اجتهدوا, و يوبخ الجميع اذا وهنوا دون تمييز أو زيغ.
9- اكتشاف طلابه وتلاميذه وصقل مواهبهم:
من واجبات المعلم المتعددة الحرص الدائم والتام على التنقيب على مواهب الطلاب وفضولهم،فهناك من عشق الالكترونيات،وهناك الشاعر والكاتب، ومن يهوى التعلم عن جسم الانسان ،ومن له شغف بالتاريخ إلخ...، وللمعلم دور كبير في تحفيز الطلاب على إطلاق هذه المواهب والإبداع العظيم بها و صقلها، وارشاد التلاميذ للكتب والمراجع التي تزيد من مهاراتهم.10- المدح والثناء للطلاب:
وللمعلم دور مهم في رفع معنويات التلاميذ من خلال مدحهم وتمجيدهم والاعتراف بالجهود الذي يبذلونها في سبيل العلم،أو الأخلاق التي يتحلون بها، لذا نقل إحساس القوة والقدرة على الإنجاز والإبداع دور مهم في تحفيز الطلاب على العمل بجد أكثر وأكثر، و بذل مجهود أكبر للوصول بهم الى بر التفوق و النجاح.ختاما لا يسعنا الا أن نثني على دور المعلم فهو الثريا التي تستنير بها الشعوب و من أهم مقومات المجتمع بل هو عموده الصلب، وبه تجتمع أرقى صفات الأخلاق والمحبة والكرم، فله ننحني تقديرا و اجلالا و لتضحياته العظيمة ترفع القبعات. وهنيئا لكل أمة عرفت حق قدره و بوأته ما يستحق, فبه تنهض الأمم و تسمو الحضارات. فان كتب لك أن تكون معلما, أحسن تقدير المسؤولية الملقاة على عاتقك و تجند بكل طاقاتك للنجاح و التغيير.
صل على الحبيب