مذكرات أستاذ : رحلة لم تنته...(الحلقة الأولى)
بقلم الأستاذ : أبو أمير و زينب
انطلقنا على متن شاحنة مهترئة نحو المجهول، عبر طريق ملتو يرتفع تارة معانقا قمم الجبال وينخفض تارة قاصدا السفح البعيد، بعد كل منعرج نتطلع لما قد يوجد ونأمل أن تترائى لنا بعض المباني موحية بوجود الحياة وسط هذا العالم القصي حتى على الأذهان.
طالت الرحلة وأخدت نصف الزمن ولا أثر للحياة، غابة كثيفة مهجورة حتى من الحيوانات البرية. إلى أن عبرنا فجا جبليا، تجتمع فيه التيارات الهوائية التي تكاد تحرك الشاحنة المهترئة من مكانها، لكنها تبقى صامدة في وجه الرياح، تترنح ثم تكمل الطريق بروية، كيف لا وهي التي جابت مدنا، متجهة نحو الصحراء المغربية محملة بالمناضلين وبمتاعهم، فرحلتها اليوم ليست بالصعبة من سابقاتها والحمل ليس بالكثير عليها، وهي تحمل شبابا يافعين حديثي العهد بالحياة، أغلبهم غير آبه لا بالطريق ولا بالشاحنة التي تترنح من حين لآخر، منهم من يستمع للموسيقى ومن يتلذذ بمشروب ومن يتفقد إشارة الهاتف التي تظهر وتختفي بين منعرج وآخر.
فعلا صوت المحرك، وأنعزل كل في موقع جامدا كما الجبال تترائى دون انفعال، استمرت الرحلة وأخدت النصف الثاني من الزمن، حتى بلوغها منتهى الطريق. لنعلم بعد ذلك أن الطريق فقط الذي انتهى، لكن رحلتنا مازالت تسبح في الاستمرار، هذه المرة مشيا على الأقدام، وحمولتنا لحسن الحظ ننتظرها غدا، بعدما يحملها لنا متطوع على الدواب.
الشمس تكاد تغيب، والمرحلة ما اكتملت بعد، وهي أصعب من سابقتها، عزمنا وانطلقنا في طريق ضيق بدورنا نحو مكان نكاد نشك في وجوده وراء هذه الجبال. تتبعنا الطريقة ولم نحد عليها إلى أن شككنا في المصير، لكن ليس أمامنا من خيار إلا الإستمرار، وقد نبلغ المقصد بعد هذا المنعرج أو ذاك، سرنا محاولين رسم معلم للمكان في الخيال، استعصى الأمر علينا وتهنا في منعرجات الذهن، إلى أن أيقظتنا أصوات حيوانات و أطفال يلعبون، تختلط أصواتهم وترتد، من وراء حجاب. التزمنا الصمت محاولين إفراغ الذهن كي نتمكن من تحقق الأمر، وما هي إلا بضع منعرجات، التوينا معها صعودا فأقبلنا على عالم ما رسمناه طول الطريق في المخيال، منعزل قصي، حالم، والحياة فيه مستمرة، الأطفال يمرحون والنساء منشغلات بأمورهن والرجال كذلك، لا أحد حينها يائس سوى نحن، الوافدون، ارتبكنا و تقدمنا بخطى ثقيلة نحو المدرسة، في الواقع بناء منفرد، حزين هو الآخر وسط هذا الكم من السعادة الطبيعية، الوحيد الذي يقاسمنا شعور العزلة، لا من حيث طريقة البناء ولا من حيث لون الطلاء.
فعلا صوت المحرك، وأنعزل كل في موقع جامدا كما الجبال تترائى دون انفعال، استمرت الرحلة وأخدت النصف الثاني من الزمن، حتى بلوغها منتهى الطريق. لنعلم بعد ذلك أن الطريق فقط الذي انتهى، لكن رحلتنا مازالت تسبح في الاستمرار، هذه المرة مشيا على الأقدام، وحمولتنا لحسن الحظ ننتظرها غدا، بعدما يحملها لنا متطوع على الدواب.
الشمس تكاد تغيب، والمرحلة ما اكتملت بعد، وهي أصعب من سابقتها، عزمنا وانطلقنا في طريق ضيق بدورنا نحو مكان نكاد نشك في وجوده وراء هذه الجبال. تتبعنا الطريقة ولم نحد عليها إلى أن شككنا في المصير، لكن ليس أمامنا من خيار إلا الإستمرار، وقد نبلغ المقصد بعد هذا المنعرج أو ذاك، سرنا محاولين رسم معلم للمكان في الخيال، استعصى الأمر علينا وتهنا في منعرجات الذهن، إلى أن أيقظتنا أصوات حيوانات و أطفال يلعبون، تختلط أصواتهم وترتد، من وراء حجاب. التزمنا الصمت محاولين إفراغ الذهن كي نتمكن من تحقق الأمر، وما هي إلا بضع منعرجات، التوينا معها صعودا فأقبلنا على عالم ما رسمناه طول الطريق في المخيال، منعزل قصي، حالم، والحياة فيه مستمرة، الأطفال يمرحون والنساء منشغلات بأمورهن والرجال كذلك، لا أحد حينها يائس سوى نحن، الوافدون، ارتبكنا و تقدمنا بخطى ثقيلة نحو المدرسة، في الواقع بناء منفرد، حزين هو الآخر وسط هذا الكم من السعادة الطبيعية، الوحيد الذي يقاسمنا شعور العزلة، لا من حيث طريقة البناء ولا من حيث لون الطلاء.
استوت الطريق واخدت في الانحدار قاصدة تجمعات متفرقة، ظننا أنها المنال وأخد كل منا يرسم في ذهنه الحياة التي تنتظره، بناء على ما يترائى له من صور متموجة متأثرا بأشعة الشمس الحارقة طول الطريق، لكن بعد السؤال يظهر أن هذا ليس المقصد وما هي إلا محطة استراحة، يترك خلالها البعض الوسيلة مختفيا وراء منعرجات ضيقة قاصدا وجهة لا يعلمها إلا هو، فقد استحال علينا حينها تخيل وجود حياة وراء الجبال الشاهقة. تفقدنا بعضنا البعض بعد الصعود، صعب علينا تعرف بعضنا بفعل الغبار الذي غطى ملامح وتراسيم الوجوه، وما كدنا نفرق بين هذا وذاك إلا بما يقول، إذ قال أحدنا ليتني ما عزمت، فيرد آخر صبرا، علها تجربة مفيدة قد تكون، ليكن.
يتبع
لقراءة الحلقة الثانية: اضغط هنا
صل على الحبيب.